لم يكن الرمل ما يتساقط من الرداء،
بل أيامٌ خُطّت في البرزخ،
حين كانت الأرواح تعرف بعضها
قبل أن تُلقى في الجسد.
هو لا يطير،
بل يعود إلى الميثاق،
ذاك الذي كُتب في غفلة الضوء،
حين تعاهدنا على أن نكون
ثم نسينا كيف.
وجهه ملفوفٌ بذاكرةٍ لا تُرى،
كأن كل من أحبّوه
تركوا فيها بصمةً
فصارت وشاحاً لا يُخلع.
عصاه ليست خشباً،
بل ختمٌ من زمنٍ آخر،
نقشته يدٌ عرفت الخلود
ثم اختارت أن تنساه
هو لا يتفتّت،
بل يتحرر،
من قيد الصورة،
من قيد الاسم،
من قيد اللحظة.
في لحظة التفتّت، لا ينكسر الجسد بل يتحرر من شكله.
كأن الصورة تقول: لسنا ما نبدو عليه، بل ما نتلاشى إليه.
التحوّل ليس فناءً، بل كشفٌ.
كل ذرة تتساقط من الجسد،
هي فكرةٌ كانت محبوسة،
وها هي تنطلق،
لتعود إلى الأصل،
إلى الميثاق،
إلى الخلد…
هناء مبارك 🖊