ما معنى إعلان باكستان دعمها لإيران ؟
و قبل ذلك متى كانت قراءة الأحداث الدولية منطلقة من المرجعية الدينية و العاطفة و الإحساس بالرغبة بالثأر من أعداء الأمة ؟
المدوخون و كثير من الاخوة البسطاء في فهم الظواهر التاريخية ممن يرون بأن رحى الحرب الايرانية اليهودية هي اجل فلسطين و دعما لغزة !
و كأنهم وجدوا متنفسا في تصريح باكستان..
فصاروا يتناقلون الخبر بفرح طفولي ..و تحدٍّ لمن فطن بلعبة التشيع و الشيعة و مسرحيات ايران على الرعاع ..
و كأن كل تدويناتهم تقول لنا : ها هي باكستان السنية تدعم ايران الشيعية !
اذن الموضوع موضوع المسلمين و من يرى ايران عدوة فهو ضد خندق الاسلام و ينسج في شريط الصهاينة أحببنا أم كرهنا ، و أن رؤيتكم لايران عدوا هو دعم للصهاينة و أن تصريح باكستان هشم رأينا ..حتى أن أحدهم كتب متحمسا : باكستان تحت أمر المرشد الاعلى ..!
و الحقيقة غير هذا ..
فباكستان و إيران ليستا دولتان على سمن و عسل !
و صراعهم ثابت يصل الى القصف المتبادل !
و كانت بينهما جولات من قصف و صواريخ متبادلة ..!
اذن كيف نفهم التصريح الباكستاني ؟
بداية من سنن الكون أن يتبع القوي الضعيف و يأتمر بقراره ، و المقارنة بين القوة العسكرية للبلدين لا تستقيم أصلا للفوارق العديدة عددا و عدة و تقدما و تنظيما و تدريبا و ما إلى ذلك ….فلماذا اعلنت باكستان دعم ايران اذن ؟
السبب به تفاصيل و هو ان باكستان جعلت من ايران طريقا ركبتها بتصريحها السياسي لرد الصاع صاعين لاسرائيل التي دعمت الهند في حربها الاخيرة !
تصريح سياسي محض تحذيري لاسرائيل حتى لا تدعم الهند مرة اخرى بكل بلطجية ..و هو رسالة تحمي بها منشآتها النووية التي طالما هددت باكستان بقصفها اسرائيليا قبل ان تفاجئ اسلام اباد العالم بامتلاكها القنابل النووية ..و ان باكستان تعلم ان الصهاينة بقصفها ايران ترسل ايضا رسالة لباكستان التي انتصرت في حربها الاخيرة مع الهند المدعومة اسرائيليا..و هي رسالة ايضا لتركيا بأن النووي خط احمر يحمي الوجود اليهودي في المنطقة و لن تحقق دولة اسرائيل الكبرى الا بالقضاء على ايران التي قضت عليها مع وصول الخميني العميل الغربي لحكم طهران و العاىد من منفاه بعد سقوط الشاه و التي اوصلته الطائرة الفرنسية ..و ما النظام الايراني الا كعازل طبي يستعمل ثم يحنط دون رميه في انتظار مهمة اخرى بعدما كاد ان ينجح في مهمته الاساسية القاسم المشترك بين الشيعة و اليهود و هو تدمير الامة بخراب اربع دول قبل أن تطل الثورة السورية لتحطم هذا المشروع الايراني الخبيث الذي كان ينفذ بمباركة واشنطن و تل ابيب، و انتهت قصة المشروع و العالمزاليوم في طريق نزع كل اذرعها و حصرها و اعادتها لحجمها الطبيعي كدولة مسخة في الحضن الاسلامي…
الحقيقة لا يمكن تغييرها بمفردات العاطفة الحماسية و تناقل مقاطع سقوط صواريخ ايران و نعيق قادتها الجدد ..و الفرح بدخول اليهود للملاجئ و فتح الافوام انبهارا بتصريحات ساسة طهران التي اقل ما يقال فيها انها كاذبة بلا معنى..فما معنى اعلان خرق اسرائيل بصواريخ عشوائية تحدث دمارا لا يرقى للدمار الذي يصيب ايران ؟
من يحرق من ؟
من يمتلك السلاح النووي و احدث الطائرات و بعدد هائل تحرقه دولة بالكاد لها صواريخ اغلبها تسقط قبل وصول الهدف…؟!
ان الفهم يتأسس بطرح الحقائق على الأرض و بمسار التاريخ و بقيمة الدول و وزن الفعال و القدرة و الامكانيات لا بالرسوم و الانغماس في غباء العاطفة المردية …
كيف يمكن إقناع من يرى دخول اليهود الى الملاجئ انجازا عسكريا في حرب كبرى أكبر من ايران !
هناك أسئلة محورية يجب طرحها و الاجابة عنها لنفهم حتى نتخذ القرار الصحيح !
تعلم أيها القارئ أنه لكل أهدافها المرجوة فما الهدف من حرب ايران على الكيان الغاصب ؟ ماذا تريد تحقيقه و هل لديها خطط و هل لديها امكانيات لتنفيذ الخطط ؟
و ماذا حققت في جولتها الان بعد حصد رؤوسها و تدمير مقدراتها ؟
و ماذا تريد اسرائيل و خلفها امريكا من الحرب ؟!
و ما هي الامكانيات و الاهداف و الخطط و ماذا تحقق لهم ؟
و الاجابة في مقال اخر ان شاء الله سنضع فيه النقط على الحروف بكل موضوعية لتقييم الوضع و المآلات و إثبات اننا بعد أيام سنكون مع ايران بنفس النظام لكن بسياسة جديدة ستجعل من داخ بها و رآها قوة اسلامية مقاومة تحارب اسرائيل مصدوما مذهولا كصدمتهم في حزب الشيطان اللبناني و محقه و اخراسه و ابعاده عن عن جغرافية جنوب لبنان و رميه في قمامة التاريخ تتبعه لعنات اطفال المسلمين الذي قتلهم في سوريا و لعنة الخيانة العظمى حين تحالف مع روسيا و امريكا لتدمير سوريا….
أما باكستان تعلم أن دخولها الحرب يعني دخولا في حرب مع امريكا و مع الغرب كله و مع وجود الهند جارة عدوة تنتظر الفرصة !
دخول باكستان الحرب دعما لدولة منهارة اسمها ايران لا يقول به عاقل ! و مستحيل عمليا و غير ممكن زمانيا !
كل ما هناك ان تصريح رئيس حكومة باكستان تصريح سياسي محض و عابر الهدف منه ارسال رسالة لإسرائيل في نطاق مصلحة باكستان الدولة النووية المسلمة السنية أن إياك و ان تفكري يوما بضرب تركيا او باكستان و ان دعمكم الهند يقابله دعم أي عدو لإسرائيل حتى لو كانت العميلة زوجة ابليس : إيران…..!
و لكن أغلب الناس لا يفهمون ..
عبد الحليم 🖊