تخوين دمشق بشهية بين الجهل و الكذب
و كأن ضحايا المنار و الميادين وجدوا ضالتهم و ألقو تنهيدتهم في شكل تدوينات و تعاليق ..
أدلة تخوين دمشق و قيادتها يبحثون عنها من قبل فتح دمشق و اتهام القيادة و فريقه ليس أمرا جديدا ، و اتهام طهران بأن نظام سورية الجديد نظام عميل صهيوني و دمية أمريكية بدأ قبل خمسة عشر سنة و خاصة مع دحر إيران و أذنابها …
و طبيعي و قد التقى وزير خارجية سورية مع العدو في مفاوضات مباشرة أن يعتلي القوم منابر التخوين و المزايدة بقضية فلسطين و غزة ..
شيء طبيعي منهم أن يخونوها حتى باختلاق الاخبار الكاذبة بله أن يجدوا الدليل القطعي في لقاء الشيباني مع المحتل ..
و هو من طبيعة المؤلج الذي قلما يستخدم عقله بعيدا عن العقل الجمعي للانتماء الحزبي و التنظيمي ..
و هو طبيعي جدا بسيكولوجيا كي لا يتناقضوا بتعاطفهم مع ايران التي تركت جنودها و ميليشياتها بين قتيل و معاق و مشرد بين تضاريس سورية و مدنها فطردت من طرف من يحكم دمشق اليوم فكيف لا يخونونها…
تنهيدة التخوين و الحكم على الدولة السورية الوليدة بالتنازل و خيانة الثورة و تجاوز الشرع باسم الشرع ..تنهيدة يفرضها خراب أوعية القوم السياسية و تعكس عن ضياع كامل الأركان في التموقعات بضبابية أنتجتها تجاوزهم لخلاف العقيدة و اختلاف التخندق التاريخي بين الأمة و طائفة الشيعة بفرقها البئيسة و المتمثلة في النظام الإيراني المشرك و المجرم…
و الدليل اليوم الذي صار ترند التخوين هو لقاء وزير خارجية سورية بالمحتل في مفاوضات مباشرة ..
يتحدث القوم عن التطبيع و ربط العلاقات في حين أن الأمر لا يعدو كونه حلحلة ملف السويداء و الدروز . !
و هكذا حديث كحديثهم يجعل صاحبه بين الجهل و الكذب ..!
مثال بسيط يتناقله القوم تدوينة جمع بين الجهل و الدناءة و الضحك على ذقون مكبل أصحابها بالإنتماء الإيديولوجي تقول :
" لا يصافح النساء لكنه يصافح الصه/اينة " ..
و هنا أقول و ببساطة شديدة : هل تعلم أن السياسي الأعظم نبي الله محمد عليه افضل الصلاة و السلام ما صافح امرأة قط و لكنه صافح صناديد الشرك الذين هجروه من مكة و صافح اليه/ود و أعداء الله و الدين ..!
لا يمكن أن تحكم على الأبطال الذين حرروا بلادهم من أبشع أنواع الاحتلال و القتل بالعمالة و التنازل القيمي و أنت لا تفرق بين التطبيع و ربط العلاقات السياسية و الاعتراف الرسمي بالكيان و بين مفاوضات محددة في موضوع معين يلزمه التفاوض بمتابعة عالمية دولية لتفاصيل المفاوضات التي تنعكس نتائجها على مستقبل سوريا اولا و على المنطقة كلها ..
و لا يمكن أن تنطلق من آيات الوعيد المخصصة لمن يوالي الكفار منا و أنت لا تفرق بين التولية و الموالاة ..
في تاريخ الامة الإسلامية و دولها التي حكمت بالنظام الإسلامي تجد لقاءات و مفاوضات مع العدو بل و تنازلات موجعة في مسار سياسي طبيعي لا يستنكره إلا من ليس له نفحة فهم شرعي أو سياسي ..
و أستحضر كيف رفض علي بن ابي طالب أمر نبينا في التوقيع على اتفاقية هدنة بين المسلمين و المشركين الذين طلبوا رفضا مسح كلمة ( محمد رسول الله ) فتنازل نبينا عن منصبه الرباني في الوثيقة و بعد رفض علي مسحها ….
العجيب في أيتام إيران و ضحايا الإعلام الإيراني بيننا ممن يحقدون على الحكم الجديد في سوريا لأنه مرغ أحبابهم الإيرانيين و أذنابهم في وحل الهزيمة و طردوهم بكل احتقار هو أنهم يتهمون رئيس سوريا فاتح دمشق احمد الشرع و فريقه الحكومي بالخيانة و التطبيع لأنهم يفاوضون الكيان في حين لا بأس عندهم بأن يفاوض الإيرانيون أم إسرائيل أمريكا ، و لا حرج عندهم في أن تفاوض المقاومة في غزة العدو جلوسا مع عصابة الخيانة السيسية، و لا ضير عندهم في أن تتفاوض امارة طالبان مع العدو في الوقت الذي كان يبيد قراهم، و لا ضير من مفاوضات الشيشانيين مع روسيا في وقت حرق غروزني….
الأهم عند القرم هو تخوين الدولة السورية لأن عدم تخوينها هو زعزعة حقيقية للفكر الايديولوجي الذي يحملونه ( جماعة العدل و الاحسان نموذجا ) و الايمان بنجاح التجربة السورية هو اعتراف ضمني بأن مشروع سلميّتنا أقوى من الرصاص مع تعاطفهم مع ايران و أذنابها انتهى و أن التخندق مع ايران تخندق مع نظام لا دين له و لا دنيا و لا يفيد حتى نفسه و هذا صعب عليهم ..و الحل هو التخوين و الاحتقار و الانتقاص و التشويش و لوك أقاويل حتى تلك التي يكتبها الشبيحة ألما و الشيعة وجعا استئناسا بحكمهم المغرض….
و تلك شنشنة نعرفها من أخزم..
إن شهية التخوين عند الكثير ليست حبا في فلسطين و ليست بسبب العداء للي/هود بل هي انتكاسة فكرية حقيقية عند من تجرع فشل مشروعه السياسي و استنفذ اجتهاداته و وجد نفسه أمام انتصار مدرسة كان لعشرات السنين يتهمها بالبعد عن الواقع و فهم السياسة ليتفاجؤوا أنهم أمام مدرسة أنتجت تجربة استطاعت ضبط التوازنات السياسية العالمية و وضعت قطار سوريا الحضاري على السكة الصحيحة بكل براغماتية لا تتنازل عن الدين و الهوية و الهدف …
و من أسباب هذا التخوين هو عدم استيعابهم أن المجاهدين يحكمون دمشق بالقوة و لأنهم انتصروا و لأنهم فرضوا بقوتهم الثورية الحبلى بالمجاهدين و النخب و العلماء احترام و اعتراف العالم بهم !
و لنا عودة للتطرق لموضوع المفاوضات الجارية و نثبت من خلالها أن العدو هو من تنازل عن مشروعه و أن دمشق نجحت في تجنيب سوريا أسوأ قدر و هو التقسيم و جعل دروز الجنوب جسراً الاحتلال ..
عبد الحليم 🖊

