منذ تولي عصابة اخنوش الاجرامية التسيير في ظل مؤسسات الحكومة و هي تغمس فتيل النار في أجود أنواع المحروقات و أكثرها اشتعالا ، و تزرع الالغام الاجتماعية ، و تصنع الفخاخ أمام الغيارى على الوطن و بدءا من هوية المنتمين اليه و مرورا بثورتهم المنهوبة و انتهاء بالحضيض في مجال تسيير أهم القطاعات و على رأسها الشؤون الدينية و التعليم و الطب و الاعلام ...
كان طبيعيا أن يجمع المغاربة بأجيالهم بل و معهم الملك الذي صرح بعدم رضاه عن الموجود السياسي المؤهل ( انتخابيا ) لقيادة الحكومة ..إجماع على أن الأمر تكريس للفساد المقنن بأنواعه و تجسيد لأخطر أنواع الاستبداد الذي يتلون كحرباء بين ألوان النعومة و اخرى لقسوة القضاء و القضبان و المحاضر …و إجماع على التغيير و التبديل ..
و النتيجة اليوم تخلف شامل و انحطاط كامل في البنية الوجودية للشعب المغربي الذي اكتسحت عقله و قلبه و جيبه..فلا طب و لا تعليم يؤهلنا للتنافس مع أمم العالم لصنع حضارة..و لا سياسة المجرمين فينا قدمت شيئا و لو بمستوياته الأدنى بخصوص الخدمات …
أن تنجز ملعبا و ملاعب بملايير الدولارات في ظل انقياد كامل تحت وطأة ديون صندوق النقد الدولي والديون الداخلية إلى تنفيذ كل مشاريع التخلف و الضياع التاريخي و الاتجاه مباشرة للمجهول في ظل مؤشرات قوية على أن الاحتقان وصل لذروته إلى كل اجيال الحروف الهجائية قبل ان تنتهي بالحرف الاخير z..فالوجع شامل و كل الاجيال مراد لماكينات الفساد بأنواعه و الاستبداد بأشكاله…
إن المشهد الآن في ظل إتساع رقعة الاحتجاجات و حجمها اليوم قد وصل إلى حجم يُلزم الملك التدخل العاجل لإيقاف مسار قد لا يمكن التحكم به في ظل انسيابها المنطقي ..يلزم رئيس الدولة التدخل و بإرادة حقيقية لنزع المِلكية المغتصية من يد مافيات اجرامية حقيقية يقودها أخنوش و عصابته..و تفعيل المحاسبة و تجسيد عدم الإفلات من العقاب …
لا أعرف من و كيف و لماذا تم منع الوقفات في أولها و رسم تفاهة سياسية من الحجم الكبير ..كما لا نعلم من شوه الوقفات بتفاهة الوصف و تسميتها باحتجاجات جيل z و تحييد كل الاجيال ..و هذا وصف تافه و أيضا من الحجم الكبير ..و إن كانت المقاربة الامنية رادعة مانعة لكل انفلات قد يصل إلى إسقاط الدولة و مؤسساتها قد نجحت في فترة ما كان الواقع المحلي يسهل التحكم فيه باعلام السلطة و قوانينها ، فإن الواقع اليوم اكبر من كل مقاربات امنية
بل ان النتيجة عكسية تكون و اول من ترتد عليه المقاربات القديمة أصحابها و من قرروها حلا ، و إن أول ما يتزعزع كراسي أصحابها من تحتهم…! و لكم في سورية و النيبال دروس و عبر رغم وجود فوارق بين الوقائع !
تساؤلات و إجابات و ملاحظات تفرض نفسها مع كل مفصل من مفاصل الاحتجاجات ..لكن الأكيد أن المشهد برمته دق لناقوس خطر وصل ربوع الوطن في مسار طبيعي لم يكن له محطة وصول إلى الانهيار و الاندحار فحبل الكذب قصير قلناها و خيوط الخداع واهية أثبتناها و لا يصح إلا الصحيح مجراها و مرساها..
الرسالة وصلت قوية و الاحتجاجات بلغت مرادها و الأهم الانتباه إلى ان الهدف خدمة الوطن و اعادة قطاره لسكته الصحيحة و من يراها انتقاما و حقدا و ينتشي بأعمال العنف المتبادلة من كل جهة و يشمت في المصابين من ابناء الوطن شعبا و رجال امن فلا مكان له في اصلاح او تغيير بل هو صاحب منكر لا يقل عن منكر السلطة …
إن الهدف الذي أن يجب أن يتبناه كل مواطن كان من عامة الشعب او نخبه أو حاكميه هو العمل على حماية الوطن اولا و الابتعاد به من خسران كل أوراقنا الوجودية و اولها الاستقرار ! و لا يكون هذا إلا بتحقيق الحقوق و رحمة شعب لا يصرخ إلا قليلا مع شدة الوجع من قوة الظلم و السحق …
نعم للاحتجاجات الشعبية الضاغطة المتعقلة و الهادفة بعيدا عن مفردات التعويم و مصطلحات التنويم و لتستمر و لتكن أول من يقف في وجه المجرمين المخربين الحاقدين على الوطن و الذين يصرفون ذلك الحق في تخريب ممتلكات الدولة و مواجهة قوى الأمن و تدمير و نهب املاك الشعب و المواطنين …..
و لنا عودة …
عبد الحليم 🖊