المغرب اليوم مريضٌ ، فيه وهنُ الأمم التي ذهب عزّها.
المغربيُّ الحقيقي ليس هو طوطو ولمجرد ومومو وأخنوش وغيرهم من الكراكيز والطراطير..
هؤلاء لم يَظهروا ببلادنا إلا بعد زوال عزّها ووهنِ روحِها.
المغربيّ الحقيقي هو يوسف بن تاشفين الذي كان يحكم إسبانيا والبرتغال والمغرب والصحراء ..
هو يعقوب المنصور الموحدي الذي كان أمرُه نافذا من البرتغال إلى ليبيا ..
المغاربةُ الأقحاح هم المقاتلون الأشاوسُ الذي دوّخوا أمصار الغرب الإسلامي قديما ، وكانوا سادتَه ...
هم أصحاب الأقدام الثقيلة الذين كانوا يعبرون المتوسط ليغزُوا باسم الله من كفر بالله من عُلوج الصّليب.
ظل المغرب تسعة قرون بعد الهجرة النبوية ، لم يُغز يوما ..
وهذه ميزةٌ لم تكن لغيرِه من أقطار المسلمين التي غُزيت باكرا .
فقد غُزي الشام في القرن الخامس الهجري ..
المغرب آخر بلدان المسلمين وقوعا بيد الاحتلال الأجنبي ..
ومن أسرعهم تحرُّرا ..
كان المغاربةُ أسيادا حين كانوا يَأخذون الإسلام بقوة ، وبه يعتزّون وفي سبيله يُقاتلون.
وقد قاتلوا أوربا الغربية كاملة طيلة قرون متعاقبة ..
فلما زهدوا في دينهم وتَهاونُوا ذُلُّوا وزالت هيبتُهم وهووا إلى حضيضِ التبعيةِ.
إذا شُفي المغربُ من وهنِه ، شُفي بشفائه الغرب الإسلامي كاملا ..
فهنا الكثافة السّكانية والتاريخ والأمجادُ والإرث الجهادي الطويل العريق ..
ولذلك فالغربيّون يَحرصُون بشدّة على تقسيم المغرب وتوهينِه وجعلِه خارج الفِعل التاريخي ..
ذ. عثمان عثمان 🖊