لم يكن الخشب يعرف أنه سيُحبّ
لم يكن الخشب يعرف أنه سيُحبّ،
ولا أن مشبكًا صغيرًا سيصبح مقامًا للعناق،
لكن الحب لا يسأل المادة،
بل يُقيم فيها،
كما يُقيم الضوء في الماء دون أن يُبلّله.
هما لا يتكلمان،
لكن وجهيهما منحنٍيان كأنهما يسجدان لبعضهما،
كأن القبلة ليست على الشفاه،
بل على الصمت الذي بينهما.
هي ترتدي الدانتيل لا لتُزفّ،
بل لتُعلن أن الرقة لا تحتاج جسدًا،
وهو يرتدي الأسود لا ليُظهر نفسه،
بل ليحتويها.
العيون مغلقة،
لا لأنهما نائمان،
بل لأن الحب لا يُرى إلا حين يُغمض القلب عينه،
ويفتحها على ما لا يُقال.
في هذا الطقس،
لا يُطلب الفرح،
بل يُرتّل الحنين،
ولا يُقال "أحبك"،
بل يُسند الرأس على خشبٍ صار قلبًا.
من وحي الصورة
هناء مبارك✍

