تعليق د. عبدالله المحيسني ‏على التصريحات الأخيرة ..

0

تعليق د. عبدالله المحيسني  ‏على التصريحات الأخيرة ..



لم يفاجئني تصريح الشيخ الأخير، فقد دار بيني وبينه حديث شبيه قبل سنوات،وقبل أن أتحدث عما دار بيننا أود إيضاح أن الرئيس - حفظه الله - بهذا التصريح لا يتنكر للثورات ولا للجماعات الإسلامية إنما يوضح أنه لن يلتزم بأدبياتها حتى لايتم التعامل مع دولته الوليدة بناء على أحكام مسبقة ..

وأما مادار بيننا فتحديدًا في آب 2018، ونحن عائدون من إدلب إلى سرمدا. التفتُّ إليه وقلت: أراك أحيانًا تميل إلى السلفية الجهادية، وأحيانًا إلى فكر الإخوان، وأحيانًا إلى مسارات أخرى…

فابتسم وضحك وقال: وأيّها تحب أن أكون؟
قلت: ما فيه خلاص المسلمين وتحريرهم.

فأجابني بكلام عميق: يا شيخ عبدالله، هل ورد نص شرعي بهذه الأحزاب والمسميات؟ إنما هو اتباع أمر الله ورسوله. هذه الجماعات أخذت نصيبها من التجربة، أصابت وأخطأت، لكن الأمة اليوم جريحة، ولا تحتاج لإعادة التجارب نفسها. ما نحتاجه هو تجربة جديدة واقعية تحفظ هوية المسلمين وتصون كرامتهم بعيدًا عن القوالب والأسماء.

ومنذ أن قُدّر للشيخ أن يحمل عبء الرئاسة، تذكّرته بتلك الكلمات، وقلت: أنت اليوم قدوة ومدرسة قائمة بذاتها. تجربتك لم تعد مجرد اجتهاد فردي، بل صارت مسارًا يُبنى عليه، ومن يأتي بعدك سيقتدي بك. فإن أحسنت كان لك أجرك وأجرهم، وإن تعثرت تعثروا معك. فابصر موضع قدميك، واستعن بالله أولًا، ثم بأهل العلم والخبرة من مختلف المشارب، فإنك تفتتح طريقًا جديدًا في الفكر والممارسة معًا.

والحق أن ما لا يعرفه الكثيرون عن الشيخ أنه رجل فكر وتأمل، يقرأ التجارب ويعيد النظر في التاريخ، يناقش ويقارن، ويطرح الأسئلة غير المألوفة. ولربما في مرات كثيرة أمضيت معه الليل كله في نقاش مسألة واحدة، يورد الأقوال ويمحّصها، حتى يقول أحيانًا: هل قال بهذا أحد من أهل العلم؟؛ لا طلبًا للشذوذ، بل بحثًا عن الحق وإصرارًا على التحرير.

وأحسب أن الله قد اختاره ليقف في موضع حرج من تاريخ الأمة، حيث تتقاطع التجارب وتتعثر المشاريع، ليحمل عبئًا أثقل من طاقة الأفراد، لكنه إن وُفِّق فيه كان علامة فارقة تُبنى عليها المراحل القادمة. وما يمر يوم إلا وأخصه بالاسم في دعائي، عن يقينٍ بأن في ثباته وصلاحه خيرًا عظيمًا للأمة، وبأن طريقه – مهما شقُ وصعُب – قد يفتح أمام المسلمين دروبًا لم تُطرَق من قبل، ويمنحهم فرصة جديدة لاستعادة كرامتهم ومكانتهم..

الدكتور المحيسني 🖊

التصنيفات:

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !