بين حروفٍ النَّصٍّ و مَوجةِ البَحرِ../

1

بين حروفٍ النَّصٍّ و مَوجةِ البَحرِ..




…و أنشدُ شدى الحروف ..
أُصاحبُ فيها روحَ الكلمات.. 
فتنسابُ العباراتُ عَبَراتٍ  في المُهجِ راقصةً، مفجوعةً تارةً و أحياناً مبتسمةً..

شيئاً فَشيئاً ..
يختفي في داخلِكَ القلقُ المزعجُ و يَتبخَّرُ فيكَ اليأسُ المُعجِزُ مع كل حَرفٍ رائق..

و رويداً رويداً ..
يَدفعُ بكَ النصُّ و يَربِطُ  بين قلبك التَّعِب و عقلكَ اليقظ لعَالمٍ  آخر..عالمٌ تَنقيطُ  الحروفِ  فيه كانت مشاعرُك الدَّفينَة..

ويَحُلُّ الأملُ مع نهاية النص…

 و أُغلقُ دَفَّتَيْ الكتاب..
أنتبهُ إلى البحرِ أمامي و كأنه توَعَّدَني يوماًو جِئتُه اليومَ بلا مَوعِدٍ ..

و كأن ذا البحرَ يصرخُ بصَخيبِ أمواجِهِ و هَديرِها و هي تسحب من داخلي ما تَقدِر عليه من مخاوفَ الفَقًدِ..
و آهٍ من وجَعِ الخَوْفِ من الفقدان ..
فَقْدٌ حتْميٌّ يقتربُ وقتُهُ و كأَنَّ يومَ الفَقدِ هو يومُِ أَجَلي يلتقيان في موعدٍ ضَرَبَه القدرُ بيننا…

الحرفُ الجميلُ في الكلمةِ الجميلةِ تصنع نصاً جميلاً ..
و إن النَّص الجميلَ التي ترى وجهَها بين حروفه و عينيْهَا بين سُطورِهِ لا بدَّ و أن يَسْبُرَ بكَ عميقاً في مُستحيلِ أمل الوِصَال …

و لا وِصَال مهما صَرخَ الأَملُ بل هو رحيلٌ حتمي بالحرفِ مؤجلا بالنصِّ..

عبد الحليم 🖊




التصنيفات:

إرسال تعليق

1 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !