( أنت ولعة الحرب بلا معارك..و لوعة الحب بكل المعارك ..)
………………..
أحسست بملل فقلت لأشرب قهوتي في مكان لم أجلس به من قبل..
و دخلت مقهى..
رميت بجسدي في أريكة و تنهدت بعيدا عن السياسة ..و الأحداث التي لا تفارق حتى وسادتي..
اكتفيت بالاستمتاع بوخز عشق في قلبي لا يفارقني و مستحيل الأمل فيه بله أن يكون مستحيلا فقط ..!
كان المكان هادئا قليل الزبائن ..
أرفع نظري للتليفزيون و من خلال ناشيونال جيوغرافيك تمرح روحك قليلا مع "أسرة " من حيتان الأوركا الجميلة …
مع أول رشفة من فنجاني ..دخلت مجموعة شباب و كانوا خمسة ..جلسوا..تنمروا على أحدهم..نكتوا..ضحكوا….
ثم كأنه فقط جسدي بقي جالسا هادئا يحتسي قهوته ..و و أنا لم أعد هناك بل في مكان وحدنا..لم أعد أسمع حتى مذيع الوثائقية و هو يحدثني عن غيرة ذكر الأوركا على أنثاه…و كأني أرى طيفها بين بخار قهوة الفنجان ..كأنه هي..آه منك يا هي !
فجأة تكسر الهدوء بصوت حاسم : ( الشيعة هم المسلمون ) !
كأن هذه الكلمة أخرجتي من خصوصيتي و نقلتني من عالمي الموازي و كان احد الشباب في تلكم المجموعة قد قطع الشك باليقين بقولته…استمعت غصبا لهم دقيقة و دقيقتين و ثلاث كان الموضوع عندهم ايران و الغرب و العرب و الحرب..
لم أشعر الا و أن نادتيتهم :
( يا اخوة هل يمكنني الجلوس معكم و أشارككم الحديث ؟ )
رحبوا بفرح شمالي و أنا أسلم عليهم مع تنمر أحبة على صديق لهم الظاهر هو ملح جلساتهم…
جلست..
و بدون مقدمات دخلت في موضوع ايران و في ايران..لم يقاطعني احد ..اهتمام و جدية في قبول الحديث..
كانت كلمة مني مرتجلة فندت فيها الشبه و وقفت معهم على من هم الشيعة و ماذا فعلوا و ماذا يريدون و اين وصلوا…عقيدة و تاريخا و سياسة بما علمني الله و أراه حقا و….لم أقم الا و المجموعة تلعن النظام الايراني و الكيان الصهيوني ، و تدعو مع امة الاسلام التي انتصرت و تنتصر في ساحات اخرى غير ساحة فلسطين مع اليقين بانتصار مجاهدي غزة….و بعودة حضارتنا و ازدهارنا….
استأذنت منهم بعناد بعدما كان منهم إلحاح البقاء جليسا أكمل شرب قهوتي معهم…
طيبة معدنهم لا تقاوم..
عدت الى مكاني و رشفة قهوة..أطل طيف العشق من جديد و كأنها كانت مبتسمة ..
اخترت ان اهمس لها مبتسما بدوري : أنت أنت معركة أخرى .…
أنت ولعة الحرب بلا معارك..
و أنت لوعة الحب بكل المعارك ...!
عبد الحليم 🖊