الصيد و الصيادون../

0


 يعجبني صبرُ الصَّيادين..

كيف ينتظرون ساعات طِوال أن تعلقَ سمكة في صنّارتهم..وربما لن تعلق أصلا، و قد تعلق لكنها قد  تفلت أيضا وتعود إلى أرخبيلها ..


الصيادون يتابعون الانتظار  بكل شغف، ألسنتهم صامتة لكنّ دواخلهم على الاغلب تحتضن ضجيجا خفيفا، صخبًا وفوضى لا يقل عن تموجات الموج..


يبتدعون في صيدهم  طرقا جديدة، يلفظون اساليب قديمة لا تجدي مع السمكات نفعا و ربما عادوا إلى الخطط القديمة فالسمك له مزاجه الخاص..


يمر الصيادون بتقلبات الطقس في انتظاراتهم، شمس، هواء ، جوّ حارٌ أو باردٌ ربّما، غروب، شروق، نورٌ وظلام.. و ارتباط وثيق بالقمر المتحكم في المد و الجزر ..تقلبات كفيلة أن تثنيهم عن مهمتهم، لكنهم يواصلون الانتظار بشوق..


غالبا ما  يمارس الصيادون هوايتهم الجميلة هذه على انفراد، لانهم يعرفون أن ما يقومون به يحتاج الى هدوء ودقة وتركيز و عدم ازعاج من أحد و أرواحهم تجري في سماء عالم موازي حيث ترتفع الروح عن واقع صاحبها ...


و نحن نشبه الصيادين !

نشبههم في صبرنا على التقلبات ..

نشبههم في انتظاراتنا..

نشبههم في تحملهم الإخفاقات ، و حتى في التأخر  أحيانا..

نشبههم في ابتداع  أساليب مقاومة جديدة..


نحن و الصيادون نلفظ  الصيد الذي بحاول أن يودي بنا في القاع..


و لذلك نحن و الصيادون واصلون ….وحتمًا سنصل.. 


عزة الناصرية 🖊


التصنيفات:

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !