..لتعلم أيها المغربي أن عقلك خُلق ليسود و يحكم !
إن رفعه لكأس العالم كرويا هو رفع من قيمة العقل المغربي ، و هي ليست كرة من جلد فقط كما يحاول رؤيتها أعداء الفرح و النجاح و من يرونها سوادا في سواد و لو غمرتهم وجوههم بالحليب الأبيض ..!
هو فوز رياضي كاسح عالميا و بأطر مغربية !
و إن انتصارا و بتكوين أساسي مغربي وطني على الأرض المغربية يعني أشياء كثيرة أعمق من رؤية الموضوع موضوع كرة و لعبة ..!
إذن لماذا نحن متخلفون في كل شيء عن الريادة مع أننا أبطال العالم في لعبة هي الأولى عالميا و تحتاج لاستراتيجيات كي تفوز ببطولاتها العالمية ؟
السبب هو أن العقل المغربي عقل مكبل فقط بقرارات صندوق الدولي و بسيطرة النظام الماسوصهيوني على العالم تحت تنفيذ عصابات النهب من خونة الداخل الحامين لمصالح المستعمر حبا و كرها..!
إن عقلا مسجونا محبوسا مقموعا هو عقل لا يتصدر الا في الفساد و التخلف و دونه مجالات التنمية الأخرى ..
حين تحرر العقل المغربي الرياضي و اعطيت له امكانياته اللازمة مع ارادة سياسية دافعة داعمة و في ورش عمل زمنه سنون و بظل مشروع عملي قائم على الجدية و المثابرة…ماذا كانت النتيجة ؟
نجاح باهر جعلنا نفتخر بكوننا رقما من أرقام العالم و محط متابعة عالمية لهذا الشعب الذي تجاوز كل قوى الرياضة العالمية لينتصر جودة و كفاءة و تميزا على الجميع ..
إن هذا العقل حين تحرر انتج منتخبات متنوعة تنافس على أكثر من صعيد و تفوز و تحمل الألقاب و آخرها اليوم حيث رفع فتيانه كأس العالم …
الانتصار ليس انتصارا رياضيا كرويا و حسب و هي ليست كرة فقط !
هو انتصار يبصم على إعادة إنتاج الثقة في النفس !
و يشير إلى عودة روح الفخر و و تجسد شعور قلما تعيشه شعوب تحت هيمنة الغرب المجرم بقانونه العالمي الظالم و الوحشي الساحق لآمال الشعوب في التحرر في ظل أوضاعه المعيشية المتخلفة..
لقد ظهر للعالم أن العقل المغربي عقل في مستوى كل التحديات ، و إن كان نجح في قطاع الرياضة بدرجة ممتاز جدا فالأكيد يستطيع رفع التحدي ذاته في القطاعات الأخرى من أوقاف و اقتصاد و تعليم و طب و إعلام و سكن ..و سينجح !
المطلوب فقط فطع سلاسل الانهيار النفسي و استعادة الهوية المغربية القائمة على السؤدد و العز و الريادة …
عقلنا بخير و أوضاعنا ليست بخير ..!
فمتى يتحرر العقل الديني و السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الطبي و التعليمي ..؟
متى يتحرر العقل المغربي في كل القطاعات و المجالات ليقدم لنا مثلما قدم رياضيا نموذجا حيا لمفهوم الارادة و العزيمة و العمل ..؟
لقد آن الأوان كي يرسم المغاربة بريشة المنتصر تحت شعار من جد وجد لوحة اخرى من لوحات المجد المغربي …و لن يكون هذا الا بإسقاط الفساد من كل القطاعات !
ألف مبروك للمغرب بإنجازهم العظيم هذا الذي بين لنا أننا نستطيع نسخه في كل مناحي الحياة …
عبد الحليم 🖊️