يقتلو.نك ويريدون تعويضا!!!
لا تستطيع إيران العيش دون تحرّش بسوريا!
قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني: (إذا كانت سوريا عاجزة عن دفع الديون المستحقة، فإيران مستعدة لتقسيط المبلغ… بشرط ضمان استرداد كامل الحقوق دون تأخير).
وقدّر نواب إيرانيون سابقون علنًا إجمالي ديون حكومة الأسد لإيران بأكثر من 30 مليار دولار.
أقسم بالله الذي رفع السماء بغير عمد أن نجاح الثورة السورية أصاب إيران بضربة لا يمكن تعويضُها في سوريا، تمثل الركيزة الأهم لسياسة "محور المقاومة"، وذلك بعد استثمارها الكبير اقتصاديًا وعسكريًا على مدى 24 عامًا.
هذا التأثير السلبي سيمتد ليؤثر على وجودها ومستقبلها في دول أخرى، مثل: العراق، ولبنان، واليمن، والبحرين، فقد أنفقت إيران مليارات الدولارات، وفقدت العديد من قادتها البارزين.
فتعبُ 13 عامًا سقط خلال 12 يومًا فقط!
وستصاب بالصدمة عزيزي لو علمت حجم الإنفاقات الإيرانية في سوريا خلال السنوات العشرين الأخيرة، فوفقاً لمسؤولين إيرانيين، أنفقت طهران ما يصل إلى أكثر من 30 مليار دولار، وفقاً لموقع ومجلة السياسة الخارجية.
أما موقع "iranwire" فقد أكد أن أحد أهم نفقات إيران في سوريا هو تسليم النفط والمنتجات النفطية إلى قوات الأسد، ويتم ذلك في إطار "حد ائتماني" فتحته إيران لسوريا، يتراوح حسب وسائل الإعلام الإيرانية من 2-3 مليار دولار في السنة، مع منح حد ائتماني إجمالي يصل إلى 6 مليارات دولار في السنة.
أما الأمر الأخطر من ذلك فهو: ما هي الوثائق التي تم الكشف عنها داخل السفارة الإيرانية في دمشق بعد سقوط بشار الأسد؟
عثر على عدد كبير من الوثائق تُظهر بأن إيران كانت تخطط لأكبر مشروع في تاريخها للاستحواذ على الاقتصاد السوري من خلال إعادة الإعمار بمبلغ 400 مليار دولار وربط سوريا بالاقتصاد الإيراني .
- منها وثيقة من 33 صفحة عُثر عليها في السفارة الإيرانية بدمشق تستعرض حلم إيران بالاستحواذ على سوريا على غرار خطة مارشال. وتقول النقطة المميزة: "فرصة لإعادة إعمار سوريا بقيمة 400 مليار دولار، وإيران هي من ستشارك فيها"
-من بين الاستثمارات، محطة كهرباء بقيمة 411 مليون يورو في اللاذقية الساحلية، تبنيها شركة هندسية إيرانية. هذه المحطة معطلة.
- مشروع استخراج نفط مهجور في صحراء سوريا الشرقية.
- جسر سكة حديد على نهر الفرات، بتكلفة 26 مليون دولار، بنته جمعية خيرية إيرانية مرتبطة بالمرشد علي خامنئي، انهار تحت وطأة غارة جوية شنتها قوات التحالف الأمريكي قبل سنوات، ولم يُصلَح ولم تُسدّد تكاليفه بالكامل.
-تُمثل المشاريع الأربعون تقريبًا في ملفات السفارة المهجورة جزءًا ضئيلًا من إجمالي استثمارات إيران.
- حسن شاخيسي، تاجر إيراني التقت به رويترز يقول بأن خسر 16 مليون يورو من قطع غيار السيارات التي شحنها إلى ميناء اللاذقية السوري قبيل فرار الأسد. قال شاخيسي: "كنت قد أنشأت مكتبًا ومنزلًا في سوريا، لكنهما اختفيا". وأضاف أنه لم يتقاضَ أي أجر مقابل البضائع التي اختفت.
-كان الرجل المكلف بتنفيذ الخطط الاقتصادية الإيرانية في سوريا مدير إنشاءات ملتحيا من الحرس الثوري الإسلامي يُدعى عباس أكبري. تمت ترقيته عام 2022 لقيادة وحدة تُسمى "مركز تطوير العلاقات الاقتصادية بين إيران وسوريا". كانت مهمتها تعزيز التجارة واستعادة الاستثمارات الإيرانية. أنتج فريقه دراسةً اتخذت من خطة مارشال نموذجًا يُحتذى به.
وقد استعان أكبري برفاقه في الحرس الثوري، وهو فرع النخبة في الجيش الإيراني، للمساعدة في تقديم الخدمات اللوجستية للمشاريع المدنية.
- عثر على على رسائل موقعة من أكبري في السفارة الإيرانية المنهوبة تتضمن الوثائق تفاصيل المشاريع التي دعمها والأموال التي أنفقها. وبالقرب من الأوراق المتناثرة، عُثر على قبو وحزمة من متفجرات C4 عثر عليها مقاتلون كانوا يحرسون المبنى.
- فازت مجموعة مابنا، وهي تكتل إيراني للبنية التحتية بأول عقد رئيس لها عام ٢٠٠٨ لتوسيع محطة كهرباء قرب دمشق. وسرعان ما تبع ذلك عقد ثانٍ لبناء محطة أخرى قرب مدينة حمص.
-لكن الثورة زادت من استثمارات شركة مابنا، مما أتاح لها الحصول على عقود جديدة لإصلاح شبكة الكهرباء السورية المتضررة جراء الحرب، والتي كانت بحلول عام ٢٠١٥ تُنتج أقل من نصف إنتاجها قبل الحرب. وكان الاتفاق الأكثر طموحًا هو بناء محطة اللاذقية.
كان من المفترض أن تستغرق عملية إعادة تأهيل اللاذقية ٢٠ شهرًا، بدءًا من عام ٢٠١٨ تقريبًا .
- وأعلنت شركة مابنا في نوفمبر 2024 أي قبل شهر من الإطاحة بالأسد، أنها قطعت نصف الطريق تقريبا في عملية البناء.
- في رسالةٍ من الشركة إلى السفير الإيراني عام ٢٠١٧، أفادت بأن سوريا تُغيّر شروط الصفقات المُبرمة، تاركةً مابنا تُموّل محطة توليد الكهرباء في اللاذقية بالكامل، بالإضافة إلى مشروعٍ آخر مُتّفق عليه مبدئيًا بتمويلٍ من مابنا بنسبة ٦٠٪. وبعد عام، اشتكى رئيس الشركة في رسالةٍ إلى وزير الكهرباء السوري من تجاهل الحكومة عرضًا لشحن قطع غيار لمحطةٍ في حلب، ومماطلتها في الموافقة على عقودٍ أخرى مع مابنا، والتي تكبّدتها تكاليفٌ بلغت عشرات الملايين من اليورو.
-وجاء في رسالة من وكالة أكبري إلى السفير الإيراني في سوريا، تضمنت قائمة طويلة من الشكاوى، أن "فشل البنوك السورية في سداد مستحقات الشركات الإيرانية يثبط الاستثمار".
ألقت الوكالة باللوم على "البيروقراطية السورية المعقدة". واقترح عرض تقديمي باوربوينت، موضوع بجوار دراسة الوكالة في السفارة الإيرانية، حلاً بديلاً: "التعرف على أصحاب المصلحة الرئيسيين والمافيات الاقتصادية والتجارية" في سوريا ، وطلب أكبري من الحكومة السورية أن تعطيها المصانع التي المتضررة كي تبنيها وتستحوذ عليها .
- خسرت اليوم إيران مليارات قامت بضخها في سوريا كي تستحوذ على الاقتصاد السوري ، وكذلك خسرت أهم قادة جيشها في معارك سوريا طوال سنوات الثورة ، مما يجعل سوريا أكبر وأخطر المشاريع الإيرانية المتعثرة والتي لن تتعافى منها بسهولة.
د. يعرب بن قحطان 🖊

