نحنُ من يُربّي النور في قلبِ العتمة،
نُمدّ الجناحَ لا لنُحلّق، بل لنُعلنَ أننا كنّا هنا،
نُربكُ الماءَ كي يتذكّرَ أنَّ الحركةَ ليست دائمًا هروبًا.
نحنُ من يُصدّقُ أنَّ الضوءَ يسكنُ الريش،
وأنَّ الامتدادَ ليس طيرانًا، بل رغبةٌ في أن يُرى المعنى من بعيد.
نحنُ من لا يُجيدُ التفسير،
لكننا نُتقنُ الوقوفَ في المنتصف،
بينَ رفرفةٍ تُشبه البداية،
وهدوءٍ يُشبه النهاية.
نحنُ من يُراهنُ على لحظةٍ واحدة،
تُلتقطُ كما تُلتقطُ الذكرى،
لا لتُحفظ، بل لتُقال حين ينسى الجميعُ كيف يبدو الحضور.
ولو خسرنا الطيران، نربحُ الامتداد.
ولو خسرنا الامتداد، نربحُ أثرَ الماء.
ولو خسرنا الأثر، نربحُ أننا كنّا بياضًا وسط العتمة،
نُعلنُ وجودَنا كما تُعلنُ القصيدةُ نفسها دون أن تُكتب.
هناء مبارك✍