هبة السقوط

0


هبة السقوط

*لأن بعض الانكسارات لا تُصلحها إلا يدٌ من غيب،  

ولأن الطين لا يخون أصله حين يشتاق إلى الماء.*

في البرزخِ نلتقي،  

لا وجوهَ تُخبّئ خجلَها،  

ولا أقنعةَ تُجيدُ التبرير.  

نأتي كما نحنُ:  

بأخطائنا التي نسينا أن نعتذر عنها،  

وبالدموعِ التي جفّت قبل أن تُقال.

السقوطُ ليس خيانة،  

إنه انجذابٌ إلى الأصل،  

إلى الطينِ الذي يعرفنا أكثر منّا،  

ثم يهمس:  

انهضْ، فالله لا يُحبّ اليأس.


العفوُ ليس مكافأة،  

إنه هبةُ الله،  

وسرُّ الرحمةِ التي تسبقُ الحساب.


والروح؟  

تتذكّر كلّ لمسةٍ كانت حياءً،  

كلّ نظرةٍ كانت طمأنينة،  

كلّ سقوطٍ كان بدايةً جديدة.


في البرزخ،  

لا يُسألُ القلبُ عن عددِ نبضاته،  

بل عن صدقِها حينَ خاف،  

وحينَ أحبّ،  

وحينَ سقطَ دون أن ينسى أن يقوم.

ليس السقوطُ نهاية،  

بل نداءٌ خفيّ من الأصلِ إلى الأصل،  

فالطينُ لا يخجلُ من انكساره،  

بل يتذكّر كيف خُلق،  

وكيف نُفخ فيه من روحٍ  

لا تُقاسُ بالوزن،  

بل بالحنين.

في البرزخ،  

لا تُعرضُ السقطاتُ كأدلة،  

بل كأبوابٍ فُتحت نحو الرحمة،  

وكلّ ندبةٍ على الروح،  

هي توقيعٌ من الله  

على قصةٍ لم تنتهِ بعد.

هناء مبارك 🖊 

 

التصنيفات:

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !