تابعت الخبر عن الطائرة التركية بقدر كبير من الهدوء العلمي الذي يميزنا نحن خريجي الفرنكوفونية الفرنسية العريقة يقولون ان الاتراك صنعوا طائرة بلغتهم الام فضحكت ضحكة خفيفة ضحكة من يعرف ان العلم لا يولد الا بين احضان la langue francaise فكيف يمكن لمعادلة ان تحترم نفسها ان لم تكتب بلكنة باريسية وكيف لجناح ان يتوازن دون ان يمر اولا عبر قواعد conjugaison
نحن في المغرب ندرس الفيزياء والكيمياء بلغة لا يفهمها اصحابها الفرنسيين انفسهم احيانا ومع ذلك لم نصنع طائرة محلية المنشأ وهذا دليل قاطع على عمق تفكيرنا وبعد نظرنا اما تركيا التي تدرس العلوم بلغة يفهمها المواطن والعامل والمهندس فقد تسرعت وقفزت مباشرة الى التصنيع متجاهلة المرحلة الاساسية اتقان الفرق بين le و la
انني لا انكر مجهودهم لكنني اشك كثيرا في مصير طائرة خرجت من مصانع بلد لا يتقنون تصريف فعل etre و avoir فاذا كان الماضي والحاضر والمستقبل اللغوي غير مضبوط فكيف يضمنون زمن التحليق
أيضا هذه الطائرة لم تباركها Academie francaise قد تقلع نعم لكنها ستظل تحلق بلا هوية ثقافية حقيقية اما نحن فنبقى اوفياء للتقدم البطيء المؤجل لكن الانيق لغويا لان الصناعة قد تتاخر اما الفرنسية السليمة فهي التي لا تسقط ابدا.
عبد الحميد الرحا 🖊️

